رسالة تهنئة بمناسبة عيد الأضحى من مرشد جماعة حزب الله التركية "غوموش"
شارك مرشد جماعة حزب الله التركية "أديب غوموش" رسالة تهنئة بعيد الأضحى المبارك.
وجه مرشد جماعة حزب الله التركية "أديب غوموش" رسالة تهنئة للأمة الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وشدد "أديب غوموش" على الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في مهمة الحج، والتي انحرفت الآن عن هدفها الأصلي.
وسلط المرشد "غوموش" الضوء على التضحية والتفاني الذي بدأ بها النبي إبراهيم رحلته برفقة زوجته هاجر وابنه إسماعيل طاعة لأمر الله.
وشدد "غوموش" على أن هذه القصة القرآنية تدل على أن العبودية والخضوع هما أساس النجاح في النضال، مؤكداً أنه يجب على كل مسلم أن يستمر بواجبه في دعوة الآخرين إلى الإسلام والوعظ وتقديم الإرشاد للناس.
وفيما يلي رسالة التهنئة بعيد الأضحى للمرشد غوموش:
"بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ (الحج 37)
{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُو الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111)} [الصافات : 104 - 111] .
الحمد لله خالق كل المخلوقات ومربيها ومسيرها،والصلاة والسلام على نبيه وحبيبه ومرشد الناس والرحمة للعالمين سيدنا محمد المصطفى.
الحمد لله الذي بلغنا عيد هذا العام، وهي مناسبة مباركة نتذكر فيها تضحية النبي إبراهيم (إبراهيم) وقيامه بتقديم ابنه لله، وفي هذا اليوم المبارك، أبعث تحياتي لأمهات وآباء الشهداء الذين ضحوا بأبنائهم في سبيل الله، وكذلك لأقاربهم، كما أبعث بتحياتي إلى إخوتي وأخواتي المسجونين، والذين قضى بعضهم شبابهم في السجن بينما قضى آخرون شيخوختهم هناك، وآمل أن يكون خيراً وبركة للأمة الإسلامية، ولإخوتي وأخواتي المهاجرين الذين يتوقون إلى ذويهم، إلى والديهم وأقاربهم، وإلى جميع إخوتي وأخواتي الذين يعملون ليلاً نهاراً وصيفاً وشتاءً دون أن يعرفوا التعب، كما أعرب عن امتناني لوالديهم وأحبائهم، ووأن يجعل ربنا هذا العيد وسيلة للعالم الإسلامي كله للتخلص من الذل والرق ولنيل الكرامة والعدل.
تقبل الله جل جلاله الحج والتوبة والاستغفار والدعاء التي أكملها ملايين الناس بالتضحيات التي قطعوها بعد الطواف، والسعي ووقفة عرفات، التي أكملوها بذبح الأضاحي.
عسى أن تطهر نية الإحرام في الحج كل ممتلكاتهم العقلية والجسدية، وأن توجههم إلى خالقنا الفرد مدى الحياة، آمل ألا يميز بين الموجودين جسديًا في الأراضي المقدسة والذين تشتاق قلوبهم إليهم ولكنهم لم ينالوا هذه النعمة بعد، أتمنى أن ينال كل من يضحى ويرتب للأضاحي مرضاة الله ويفرح المحتاجين، وتقبل الله عز وجل أضاحي الجميع، ولقد اكتسبت عبادة الأضاحي بعدًا جديدًا في العصر الحديث، حيث أصبح يمكن للمسلم الآن إرسال أضحيته لشخص محتاج يعيش في طرف آخر من العالم، كما أن القدرة على رؤية الأشخاص الذين لا يمكنهم تناول اللحوم سوى مرة واحدة فقط في حياتهم، من خلال المنظمات الإغاثية، يزيد من همة المؤمنين، وبهذه المناسبة نتمنى أن تنتشر عبادة الأضاحي وتزيد من "التقرب" عند الله.
وبغض النظر عن المنظور الذي ننظر إليه في عيد الأضحى، نشهد حدثًا عميقًا يكشف المعنى الحقيقي لهذا العيد ولحياتنا، فقصة التضحية والإخلاص التي بدأت بالنبي إبراهيم وزوجته هاجر وابنه إسماعيل خلال رحلتهم بأمر من الله، هي شاهد على أساس العبودية والخضوع في تحقيق النجاح خلال النضال، وعند قراءة هذه القصة، يجب أن نتأمل في الحزن الذي تركه النبي إبراهيم عندما ترك ابنه وزوجته في صحراء مهجورة، حيث منحها الله له بعد سنوات من الشوق، ويجب أن ننظر في القلق الذي شعرت به هاجر لأنها بقيت مع ابنها الصغير في مكان قاحل، وعلينا أن نتأمل الخوف الذي عاشه إسماعيل عندما وضع السكين على رقبته، كانوا أنبياء مع أزواجهم وأولادهم، ومع ذلك كانوا بشرًا، ولقد تم اختيارهم وبعثهم لإنقاذ الناس من العقيدة الخاطئة بأنهم كائنات غير عادية ولإثبات أنهم بشر لا يمكنهم إظهار نفس السلوك، وعلى الرغم من الحزن والقلق والخوف، فقد قاموا بكل عمل بجرأة وصمود متوكلين على الله، الحمد لله، لسنا غرباء عن هذه التضحية التي نعجب بها، لقد كان شرفًا لي أن أعمل جنبًا إلى جنب مع المسلمين الذين يعطون الأولوية لكل شيء عندما يتعلق الأمر بدين الله، وإن شاء الله، ستتاح لنا الفرصة أيضًا لرؤية الجيل الجديد يضاعف جهوده في أعمال التضحية هذه، معا سنكافح من أجل هذا إن شاء الله، وعلى الرغم من الحزن والقلق والخوف، فقد قاموا بكل عمل بجرأة وصمود متوكلبن على الله.
ونلاحظ أن العالم ينجر إلى دوامة الفساد والفتنة، فالقيم التي تجعلنا بشر يتم التقليل من قيمتها واحدة تلو الأخرى، ويتم بناء نظام شيطاني، حيث يجري تشجيع البشرية على أن تصبح عدوة لخالقها وتشن حربًا ضد النظام الذي أسسه، ولسوء الحظ هم غير مدركين لحقيقة أن هذا يؤدي إلى الهلاك، لذلك، يجب ألا ننسى أبدًا الثقة التي نوليها لنا، وإن حفرة الكفر والفساد هذه يجب أن تزيد من مخاوفنا وتجبرنا على أن نكون أكثر يقظة، والطريقة الوحيدة والحل لذلك هو من خلال الجهود الجماعية المنظمة والمشتركة، ويجب أن نقرأ على نطاق واسع، وأن ننخرط في المشاورات، وأن نعمل بجد، ونعيش وننشره الإسلام، يجب أن نؤدي واجبنا باستمرار في دعوة الآخرين والإرشاد، وعدم إهمال ذلك أبدًا.
وبهذه المناسبة أهنئ جميع المسلمين ولا سيما المسلمين المجاهدين وإخواني الذين كافحوا بأرواحهم ودمائهم ولسانهم وقلمهم، وأدعو ربنا القدير أن نحتفل بالأعياد القادمة منتصرين.
أخوكم أديب غوموش". (İLKHA)